مقدمه:
المولد النبوي الشريف مناسبة دينية عظيمة يحتفل بها المسلمون حول العالم، وهو أيضا فرصة لنستفيد من تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مجالات الصحة والجمال. في هذا المقال، سنستعرض بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تبرز اهتمام النبي بالصحة والجمال وكيفية تطبيقها في حياتنا اليومية.
العناية بالصحة في السنة النبوية:
قال النبي صلى الله عليه وسلم فى حديثٍ له: ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنِ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ، وثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ )
هذا الحديث يسلط الضوء على أهمية تناول الطعام بإعتدال والإعتناء بصحتنا. كما يُظهر لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يجب أن يأكل بإعتدال. ويحافظ على التوازن بين الطعام والشراب والنفس.
ويوضح لنا الحديث أيضا ضرورة الاهتمام بصحة الإنسان مع الحفاظ على التوازن في تناول الطعام وشرب الماء والاستمتاع بوقت للراحة والاستجمام.
هذا النهج يساعد في الحفاظ على صحة الجسم والروح. ويعكس الرعاية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يمنحها لصحة أمته.
الجمال والأخلاق في الإسلام:
ونجد فى جزءٍ من حديثٍ آخر، يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.. “إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ”. أن هذا الجزء من الحديث يجسد رعاية النبي للجمال والأناقة، ويشجعنا على الإعتناء بمظهرنا الخارجي بطريقة تلائم توجيهات ديننا الحنيف .
يتناول هذا الحديث جمال الثياب كما يتضمن بشكلٍ عام الجمال فى كل شيء. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم “إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً”.
حديث نبوي شريف آخر عن الجمال:
وفى حديثٍ آخر ” إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده “. يعكس هذا الحديث تأكيداً على جمال الله وعظمته، وكيف أنه يحب أن يظهر أثر نعمه على عباده. إنه يشير إلى أهمية الشكر والامتنان لنعم الله، وكيف يمكن أن يظهر جمال الإنسان الظاهر والباطن من خلال التقوى والشكر لله.
كما يؤكد هذا الحديث النبوى قوله تعالى.. “يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير “ سورة الأعراف الآيه 26. ويبين النص القرآنى هنا كيف أن الله سبحانه وتعالى قد منح الإنسان لباساً يستر جماله ويحميه من سوء الأفعال.
حقاً هذه الآية تعكس عظمة الله وعنايته بخلقه.
الصحة والجمال فى ضوء الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف:
وفيما يتعلق بالصحة العقلية والجسدية، أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً.. “إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلِحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ”. هذا الحديث يشير إلى أهمية العناية بصحة القلب وضرورة الاعتناء به.
كما يبرز العلاقة الوثيقة بين القلب والجسد وكيف يؤثر حال القلب على حال الجسد. إن القلب الصالح الذي يحتوي على الإيمان والعمل الصالح يترتب عليه أن ينعكس إيمانه وصلاحه في سلوكه الظاهر والباطن. وهذا يشمل العمل بما يؤمن به الإنسان، والقيام بالأعمال الصالحة الجسدية والروحية.
ويتشابه فى ذلك مقولة أئمة أهل الحديث التي تشير إلى.. “قول وعمل، قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر” تؤكد على أهمية توافق القلب واللسان والأفعال. بمعنى إذا كانت النوايا والقلب صادقة وصالحة، فإن ذلك سيتجلى في سلوك وأفعال الإنسان. وبالعكس، إذا كانت النفس ملوثة بالسوء والفساد، فسينعكس ذلك على تصرفات الإنسان.
هذا الحديث يشدد على أهمية الاعتناء بالقلب والنفس مع العمل على تحسينهما من أجل النجاح في الحياة الدنيا والآخرة.
احتفالات المولد النبوي الشريف والعناية بالنفس:
أما فيما يتعلق بتطبيق هذه التعاليم في حياتنا اليومية، فإن الاحتفال بالمولد النبوي يمكن أن يكون مناسبة رائعة لتكريس الوقت لرعاية صحتنا وجمالنا. ومن الجيد تنظيم أمسيات صحية مع الأهل والأصدقاء، ومناقشة الأحاديث النبوية عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، ولا ننسى مشاركة الوجبات الصحية التي تعد خصيصاً في هذه المناسبة.
الختام:
في الختام، يتضح أن تعاليم ديننا الإسلامى التى انتقلت لنا عن طريق نبينا الهادى صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على الجوانب الروحية فقط، بل تشمل أيضا العناية بالصحة والجمال. كما أن اتباع هذه التعاليم يمكن أن يحسن بشكلٍ كبير من جودة حياتنا ويسهم في تحسين صحتنا العامة وجمالنا الداخلي والخارجي.
تتمنى لكم أسرة كوني ذكرى مولد نبوي سعيدة ومباركة، تابعونا على وسائل تواصلنا الإجتماعية لمعرفة كل جديد
مصادر : موقع الإسلام سؤال وجواب
